من رحمة الله تعالى علينا أن جعل لنا مواسم ، فيها نفحات لمن يتعرض لها ويغتنمها ، يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون ويرجع فيها المذنبون ويتوب الله على من تاب وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ، لسان حالهم يقول : وعجلت إليك رب لترضى .
وقد أظلنا شهر من تلكم النفحات ألا وهو شهر شعبان، وقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يُرفعَ عملى وأنا صائم " رواه النسائى وأحمد بإسناد صحيح
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلىالله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان رواه البخاري
حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلمة أن عائشة رضي الله عنها حدثته قالت لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قلت وكان إذا صلى صلاة داوم عليها رواه البخاري
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن بن عيينة قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي لبيد عن أبي سلمة قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا رواه مسلم